این سورة هزار و چهارصد و بیست و سه حرف است و سیصد و دو کلمه و پنجاه و پنج آیت، جمله بمکه فرو آمد. جمهور مفسران آن را مکى شمرند مگر ابن عباس که آن را مدنى شمرد.


و درین سورة منسوخ یک آیت است: فتول عنْهمْ یوْم یدْع الداع إلى‏ شیْ‏ء نکر اول آیت منسوخ است بآیت سیف و آخر آیت محکم.


و در فضیلت سورة، ابى بن کعب گفت: قال رسول الله (ص) من قرأ سورة اقتربت الساعة فى کل غب، بعث یوم القیمه و وجهه على صورة القمر لیلة البدر، و من قرأ فى کل لیلة، کان افضل، و جاء یوم القیامة و وجهه مسفر على وجوه الخلائق یوم القیمة.


قوله: اقْتربت الساعة و انْشق الْقمر خبر درست است از عبد الله بن مسعود گفت اهل مکة از رسول خدا درخواستند تا ایشان را آیتى نماید، یعنى بر صدق نبوت خویش، گفتند خواهیم که ماه آسمان بدو نیم شود، رسول خدا دعا کرد و ماه بدو نیم گشت. ابن مسعود گفت کوه حرا را دیدم میان دو نیمه قمر، بروایتى دیگر گفت یک نیمه بالاء کوه دیدم و یک نیمه بدامن کوه. بروایتى دیگر یک نیمه بر کوه قعیقعان دیدند و یک نیمه بر کوه بو قبیس، و رسول خدا در آن حال گفت اشهدوا اشهدوا.


انس مالک گفت انشق القمر على عهد رسول الله (ص) و هو بمکة مرتین یعنى فى وقت واحد، کانهما التأما ثم انشق المرة الثانیة. انس مالک گفت دو بار شکافته شد ماه در آن یک شب، در آن یک وقت: یک بار شکافته گشت بدو نیم شد، سپس با هم شد هر دو نیمه، و دیگر باره هم در آن وقت شکافته گشت، قریش گفتند هذا سحر ابن ابى کبشة سالوا السفار فاسئلوهم فقالوا لهم قد رایناه فانزل الله عز و جل اقْتربت الساعة و انْشق الْقمر. فى الکلام تقدیم و تأخیر تأویله و الله اعلم انشق القمر و اقتربت الساعة، کان فى علم الله عز و جل ان من آیات اقتراب الساعة انشقاق القمر فى آخر الزمان.


روى ان حذیفة خطب فقال الا ان الله یقول اقْتربت الساعة و انْشق الْقمر الا و ان الساعة قد قربت الا و ان القمر قد انشق، الا و ان الدنیا قد آذنت بفراق، الا و ان المضمار الیوم و غدا السباق، الا و ان الغایة النار و السابق من سبق الى الجنة.


قیل لبعض الرواة أ یستبق الناس غدا فقال انما هو السباق بالاعمال.


و إنْ یروْا آیة تدل على صدق النبى (ص) یعْرضوا عنها و عن الایمان بها و یقولوا سحْر مسْتمر اى ذاهب یبطل لا یبقى، من قولهم مر الشی‏ء و استمر اى ذهب، مثل قولهم: قر و استقر، و قیل مستمر اى قوى شدید یعلو کل سحر من قولهم: مر الحبل اذا صلب و اشتد و امره اذا احکم مثله. و استمر الشی‏ء اذا قوى و استحکم.


و کذبوا و اتبعوا أهْواءهمْ اى کذبوا النبى (ص) و ما عاینوا من قدرة الله عز و جل و اتبعوا ما زین لهم الشیطان من الباطل. و کل أمْر مسْتقر اما امر الدنیا فسیظهر فیثبت الحق و یزهق الباطل و اما امر الآخرة فسیبقى من ثواب او عقاب. هر کارى آخر و رجاى خویش قرار گیرد آنچه این جهانى است فرا دید آید، راستى کار راست و ناراستى کار ناراست. و اما آن جهانى، قرار گیرد نیک بخت در پاداش نیک‏بختى خویش، و بدبخت در پاداش بدبختى خویش. و قیل و کل أمْر مسْتقر اى کل ما قدر کائن واقع لا محالة و قیل کل امر منته الى غایة لان الشی‏ء اذا انتهى الى غایته استقر و ثبت.


و لقدْ جاءهمْ یعنى مشرکى مکه من الْأنْباء اى من اخبار الامم المکذبة فى القران ما فیه مزْدجر اى ازدجار عن الکفر و المعاصى، تقول زجرته و ازدجرته اذا نهیته و وعظته و اصله مزتجر لانه مفتعل من الزجر، جعلت التاء دالا لان التاء مهموسة و الزاى مجهورة. قوله: حکْمة بالغة هذا بیان ما فى قوله: ما فیه مزْدجر و قیل معناه هو حکمة بالغة، اى القران حکمة تامة فى الزجر و قیل بالغة من الله الیکم فما تغْن النذر. یجوز ان یکون ما نفیا و المعنى فلیست تغنى النذر، و یجوز ان یکون استفهاما و المعنى فاى شى‏ء تغنى النذر اذا خالفوهم و کذبوهم.


و النذر له وجهان: احدهما انه جمع النذیر و الثانى انه بمعنى الانذار کقوله: فکیْف کان عذابی و نذر اى عذابى و انذارى. و تمام هذا الکلام فى قوله: و ما تغْنی الْآیات و النذر عنْ قوْم لا یوْمنون: چه بکار آید بیم نمودن و بیم نمایندگان قومى را که ایشان نمى‏خواهند گروید.


فتول عنْهمْ فقد ادیت الرسالة و دعنى و ایاهم. و هذا تهدید و قیل تول عنهم الى ان تومر بالقتال و تم الکلام، ثم قال یوْم یدْع الداع اى اذکر یوم یدع الداع و هو اسرافیل یدعو الاموات بالنفخ فى الصور و هو المنادى فى قوله: و اسْتمعْ یوْم یناد الْمناد قال مقاتل ینفخ قائما على صخرة بیت المقدس.


إلى‏ شیْ‏ء نکر منکر فظیع لم یروا مثله فینکرونه استعظاما. قرء ابن کثیر نکر بسکون الکاف و الآخرون بضمها و هو الشی‏ء الکریه المنکر.


خشعا أبْصارهمْ قرأ ابو عمر و حمزة و الکسائى و یعقوب خاشعا على الواحد و قرأ الآخرون خشعا بضم الخاء و تشدید السین على الجمع اى ذلیلة ابصارهم عند رویة العذاب و هو منصوب على الحال و اضاف الى البصر لان ذلة الذلیل و عزة العزیز یتبین فى نظره، یخْرجون من الْأجْداث من القبور کأنهمْ جراد منْتشر منبث حیارى، و مثله قوله: کالْفراش الْمبْثوث و اراد انهم یخرجون فزعین لا جهة لاحد منهم یقصدها کالجراد لا جهة لها تکون مختلطة بعضها فى بعض.


مهْطعین إلى الداع اى مسرعین الى صوت اسرافیل. اهطاع الرجل اسراعه‏ فى المشى شاخصا ببصره، یقول الْکافرون هذا یوْم عسر صعب شدید، لتوالى الشدائد علیهم. کقوله: یوْم عسیر على الْکافرین غیْر یسیر.


کذبتْ قبْلهمْ اى قبل اهل مکه قوْم نوح فکذبوا عبْدنا نوحا و المعنى کذبت قوم نوح بآیاتنا فکذبوا رسولنا لاجل ذلک، و قالوا مجْنون اى هو مجنون، و ازْدجر اى زجر عن اداء الرسالة بالشتم و هدد بالقتل.


و قالوا لئنْ لمْ تنْته یا نوح لتکونن من الْمرْجومین فدعا ربه جاء فى التفسیر ان الرجل من قوم نوح یلقى نوحا علیه السلام فیخنقه حتى یخر مغشیا علیه فاذا افاق قال: اللهم اهد قومى فانهم لا یعلمون فلما بلغ تسعمائة و خمسین سنة فدعا ربه أنی مغْلوب فانْتصرْ اى بانى مغلوب مقهور فانْتصرْ اى فانتقم لى منهم.


ففتحْنا أبْواب السماء قال (ع) فتحت السماء من المجرة و هى شرج السماء بماء منْهمر منصب انصیابا شدیدا کما یسیل من افواه القرب. و قیل بماء سائل خارج عن المعتاد لم ینقطع اربعین لیلة و لم یکن قطرات.


و فجرْنا الْأرْض عیونا معناه شققنا الارض عن الماء عیونا تنبع منها فصارت الارض کلها کالعیون، فالْتقى الْماء یعنى ماء السماء و ماء الارض، و انما قال فالْتقى الْماء و الالتقاء بین الاثنین فصاعدا، لان الماء یکون جمعا و واحدا على‏ أمْر قدْ قدر تاویله: قد قدر یقال قدرت الامر و قدرته. اى قدر فى اللوح المحفوظ. و قال مقاتل قدر الله ان یکون الماءان سواء فکانا على ما قدر. و قیل معناه على امر عرف الله مقداره و مبلغه. قال محمد بن کعب کانت الاقوات قبل الاجساد و کان القدر قبل البلاء و تلا هذه الایة.


و حملْناه یعنى نوحا و من آمن معه على‏ ذات ألْواح اى على سفینة ذات الواح، ذکر النعت و ترک الاسم، اراد بالالواح، خشب السفینة العریضة و دسر هى المسامیر التی تشد بها الالواح و احدها دسار و دسیر. قال ابن عباس و الحسن الدسر صدر السفینة و کلکلها و قال الضحاک طرفاها.


تجْری بأعْیننا اى بمرأ منا و بحفظنا. جزاء لمنْ کان کفر من کنایة عن نوح علیه السلام و تقدیره کفر به قال الکسائى کفرته و کفرت به لغتان اى فعلنا ذلک ثوابا لمن کفر و جحد امره و هو نوح علیه السلام. و قیل بمعنى ماء المصدر، اى جزاء لکفرهم و قرئ فى الشواذ جزاء لمنْ کان کفر بفتحتین.


و لقدْ ترکْناها اى ترکنا السفینة «آیة» عبرة، قال قتاده ابقاه الله بباقردا من ارض الجزیرة عبرة و آیة، حتى نظرت الیها اوائل هذه الامة نظرا و کم من سفینة کانت بعدها قد صارت رمادا، و قیل بقیت خشبه من سفینة نوح هى فى الکعبة الآن و هى ساجة غرست حتى ترعرعت اربعین سنة ثم قطعت فترکت حتى یبست اربعین سنة.


و قیل معناه ترکنا امثالها من السفن آیة، یعنى سفن الدنیا هى تذکرة سفینة نوح.


کانت هى اول سفینة فى الدنیا، علم صنعتها جبرئیل نوحا و کان نوح نجارا، فهلْ منْ مدکر اى هل من متعظ یتعظ و یعتبر فیخاف مثل عقوبتهم، اصله مذتکر، مفتعل من الذکر.


فکیْف کان عذابی و نذر اى انذارى. قال الفراء الانذار و النذر مصدران، تقول العرب انذرت انذارا و نذرا کقولهم: انفقت انفاقا و نفقة و ایقنت ایقانا و یقینا، اقیم الاسم مقام المصدر. و قیل النذر جمع النذیر یعنى فکیف کان حال نذرى، استفهام تعظیم و تخویف لمن یومن بمحمد (ص). و کرر هذه الکلمات لان کل واحد وقع مع قصة اخرى فلم یکن تکرارا فى المعنى.


و لقدْ یسرْنا الْقرْآن یسرنا بلسانک و سهلنا قرائته و تلاوته و لو لا ذلک ما اطاق العباد ان یتکلموا بکلام الله، و الذکر التلاوة و الحفظ کلاهما، لا تکاد تجد کتابا من کتب الله عز و جل محفوظا غیر القران یحفظه الصبى و الکبیر و العربى و العجمى و الامى و البلیغ، و سائر کتب الله یقرءونه نظرا. و قیل یسرنا استنباط معانیه و سهلنا علم ما فیه فهلْ منْ مدکر اى هل من طالب علم فیعان علیه. و هذا حث على الذکر لانه طریق للعلم.


کذبتْ عاد فکیْف کان عذابی و نذر.


إنا أرْسلْنا علیْهمْ ریحا صرْصرا الصرصر الشدید الصوت البارد، و الصر البرد. و قیل هى ریح الدبور، فی یوْم نحْس اى مشئوم مسْتمر دائم الشوم ثابت الشر استمر علیهم سبع لیال و ثمانیة ایام. و قیل استمر بهم العذاب الى نار جهنم، و قیل مستمر شدید ماض على الصغیر و الکبیر و لم یبق منهم احدا. و قیل المستمر المر و کان یوم الاربعاء آخر الشهر و روى انه کان آخر ایامهم الثمانیة فى العذاب یوم الاربعاء


و کان سلخ صفر و هى الحسوم فى سورة الحاقة تنْزع الناس تقلع الناس من اماکنهم فترمى بهم على رووسهم فتدق رقابهم. و قیل کانوا استتروا عن الریح بحفر حفروها و تغطوا فیها، فنزعتهم الریح من تلک الحفر و صرعتهم موتى، کأنهمْ أعْجاز نخْل منْقعر اى اصول نخل منقلع من مکانه ساقط على الارض. و قیل کانت الریح تقلع رووسهم من مناکبهم ثم تلقیهم اجساما بلا رءوس کاعجاز النخل التی قطعت رووسها. و النخل یذکر و یونث فذکر هاهنا و انث فى الحاقة: أعْجاز نخْل خاویة. قال مقاتل کان طول الواحد منهم اثنى عشر ذراعا و قیل اربعون و قیل ستون و قیل ثمانون. و فى القصة ان سبعة فهم قاموا مصطفین على باب الشعب یردوا الریح عمن فى الشعب من العیال فجعلت تجعفهم رجلا رجلا حتى هلکوا.


فکیْف کان عذابی و نذر اعاد فى قصة عاد مرتین فقیل الاول فى الدنیا و الثانى فى العقبى کما قال فى موضع آخر: لنذیقهمْ عذاب الْخزْی فی الْحیاة الدنْیا و لعذاب الْآخرة أخْزى‏.


و قیل الاول لتحذیرهم قبل هلاکهم و الثانى لتحذیر غیرهم بهم بعد هلاکهم.


و لقدْ یسرْنا الْقرْآن للذکْر فهلْ منْ مدکر.


کذبتْ ثمود بالنذر النذر الرسل و انما قال بالنذر، لان من کذب رسولا واحدا کان کمن کذب جمیع الرسل.


فقالوا أ بشرا منا واحدا یعنى صالحا علیه السلام نتبعه اى نحن جماعة و هو واحد کیف نتبعه و لیس له فضل علینا إنا إذا لفی ضلال اى ذهاب عن الصواب‏ و سعر اى جنون. تقول العرب ناقة مسعورة اذا کان بها جنون و قیل السعر هاهنا جمع السعیر و هو نار جهنم فیکون هذا من قول الکفار کقوله: قالوا تلْک إذا کرة خاسرة. و قال بعض مشرکى قریش لئن کان ما یقوله محمد حقا فنحن شر من الحمیر.


أ ألْقی الذکْر علیْه منْ بیْننا یعنى أ أنزل علیه الکتاب و الوحى من بیننا و کیف خص بالنبوة من بیننا، بلْ هو کذاب فیما یدعیه أشر اى بطر متکبر یرید ان یتعظم علینا بادعائه النبوة من بیننا.


سیعْلمون غدا من الْکذاب الْأشر قرا ابن عامر و حمزة سیعلمون بالنار على معنى قال لهم صالح سیعْلمون غدا یعنى یوم القیمة حین ینزل بهم العذاب و قیل غدا یرید به یوم العذاب فى الدنیا.


إنا مرْسلوا الناقة فتْنة لهمْ قال ابن عباس سالوا صالحا تعنتا ان یخرج لهم ناقة حمراء عشراء من صخرة ثم تضع حملها ثم ترد ماءهم فتشربه ثم تغدو علیهم بمثله لبنا، فاجاب الله صالحا الى ذلک فقال إنا مرْسلوا الناقة اى باعثوها و مخرجوها من الهضبة التی سألوا فتْنة لهمْ اى امتحانا و اختبارا لهم، یومنوا او لا یومنوا فارْتقبْهمْ اى انتظر امرهم مع الناقة و ما هم صانعون. و ما یأول الیه عاقبة امرهم من عقر الناقة و هلاکهم و اصْطبرْ حتى یاتى حکمنا.


و نبئْهمْ أن الْماء قسْمة بیْنهمْ لهم یوم و للناقة یوم و انما قال بیْنهمْ على جمع العقلاء، لان العرب اذا اخبرت عن بنى آدم و عن البهائم غلبت بنى آدم على البهائم کل شرْب محْتضر الشرب النصیب من الماء و المحتضر المحضور حضر و احتضر بمعنى واحد، اى یحضره من کانت نوبته فاذا کان یوم الناقة حضرت شربها و لا یحضرون و اذا کان یومهم حضروا شربهم و لا تحضر الناقة، اى لا یزاحم البعض البعض کما قال فى سورة الشعراء لها شرْب و لکمْ شرْب یوْم معْلوم.


و قال قتاده و مجاهد معناه اذا غابت الناقة حضرتم الماء و اذا حضرت الناقة الماء حضرتم اللبن فعلى هذا، الشرب النصیب من الماء و اللبن فمکثوا على ذلک زمانا ثم اجتمع تسعة نفر فتواطئوا على عقرها فنادوْا صاحبهمْ یعنى قدار بن سالف و کان‏ اشقر ازرق و لذلک یقال له احمر ثمود و قیل اشام عاد یعنى عادا الآخرة تشأم به العرب الى الیوم فتعاطى‏ فعقر یعنى فتناول الناقة بسیفه فعقرها.


فکیْف کان عذابی و نذر اى عذابى ایاهم و انذارى لهم ثم بین عذابهم.


فقال: إنا أرْسلْنا علیْهمْ صیْحة واحدة اى صاح بهم جبرئیل فماتوا عن آخرهم. و قیل کان صوت الفصیل، فکانوا کهشیم الْمحْتظر هشیم بمعنى مهشوم. اى مکسور و هو ما هشمته الریح و السابلة باقدامها من الورق الیابس. و عن ابن عباس فى قوله: کهشیم الْمحْتظر قال هو الرجل یجعل لغنمه حظیرة من الشجر و الشوک دون السباع فما سقط من ذلک فداسته الغنم فهو الهشیم فالمحتظر صاحب الحظیرة و المحتظر بفتح الظاء اسم الحظیره و هو المکان الذى یجمع فیه من یابس النبت.


و لقدْ یسرْنا الْقرْآن للذکْر فهلْ منْ مدکر.


کذبتْ قوْم لوط بالنذر.

إنا أرْسلْنا علیْهمْ حاصبا اى ریحا ترمیهم بالحصباء و هى الحصى و قیل سحابة تمطر علیهم الحصباء إلا آل لوط یعنى بناته و من آمن به من ازواجهن نجیْناهمْ من العذاب بسحر من الاسحار یعنى عند السحر و هو آخر اللیل، نعْمة منْ عنْدنا اى جعلناه نعمة منا علیهم حیث انجیناهم کذلک نجْزی منْ شکر اى کما انعمنا على آل لوط نجزى من شکر نعمة ربه فاطاعه. و قیل الشکر هاهنا التوحید و هو فى القران کثیر، قال مقاتل من وحد الله لم یعذبه مع المشرکین.


و لقدْ أنْذرهمْ لوط بطْشتنا شدة اخذنا و انتقامنا فتماروْا بالنذر اى فکذبوا بانذاره و شکوا فیه و قیل جادلوا لوطا فى الرسل الذین اتوه فى صورة الاضیاف لیمکنهم منهم و قیل تماریهم قولهم: أ و لمْ ننْهک عن الْعالمین و قولهم: ما لنا فی بناتک منْ حق.


و لقدْ راودوه عنْ ضیْفه اى طالبوه و سألوه ان یخلى بینهم و بین اضیافه لما یریدونه من الفاحشة فطمسْنا أعْینهمْ، الطمس محو الاثر اى صیرناها کسائر الوجه لا یرى لها شق قیل فى التفسیر لما قصدوا دار لوط و عالجوا الباب لیدخلوا، قالت الرسل للوط خل بینهم و بین الدخول فدخلوا فمسح جبرئیل علیه السلام اعینهم بجناحه فذهبت ابصارهم فبقوا متحیرین لا یهتدون الى الباب.


فذوقوا عذابی و نذر اى قال الله لهم عند ذلک على لسان الملائکة ذوقوا جزاء معصیة انذارى.


و لقدْ صبحهمْ بکْرة اى جاءهم العذاب وقت الصبح بکرة من الایام عذاب مسْتقر دائم استقر فیهم حتى اهلکهم. و قیل استقر بهم الى یوم القیمة.


فذوقوا عذابی و نذر کرر لان الثانى قام مقام قوله: فکیْف کان عذابی و نذر.


و لقدْ یسرْنا الْقرْآن للذکْر فهلْ منْ مدکر.


و لقدْ جاء آل فرْعوْن النذر یعنى موسى و هارون علیهما السلام.

کذبوا بآیاتنا کلها یجوز ان یکون الضمیر لفرعون و آله و المراد بالآیات الآیات التسع و علیه جمهور المفسرین و یجوز ان یتم الکلام على قوله: النذر ثم قال کذبوا بآیاتنا فیکون اخبارا عن جمیع من تقدم ذکرهم و لهذا لم یأت بواو العطف فأخذْناهمْ بالعذاب أخْذ عزیز غالب لا یغلب مقْتدر قادر لا یعجزه شى‏ء کقوله: إن أخْذه ألیم شدید أخْذة رابیة أخْذا وبیلا ثم خوف اهل مکة فقال أ کفارکمْ یا معشر العرب خیْر اى اشد و اقوى منْ أولئکمْ الکفار الذین ذکرناهم و قد اهلکناهم جمیعا یعنى عادا و ثمود و قوم لوط و آل فرعون و هذا استفهام بمعنى الانکار اى لیسوا باقوى منهم. أمْ لکمْ براءة من العذاب فى الکتب انه لن یصیبکم ما اصاب الامم الخالیة.


أمْ یقولون یعنى کفار مکه نحْن جمیع منْتصر اى نحن ید واحدة على من خالفنا، منتصر ممن عادانا. و قیل نحن کثیر مجمعون على الانتقام من محمد و لم یقل منتصرون، لموافقة رءوس الآى.


قال الله تعالى سیهْزم الْجمْع قرأ یعقوب سنهزم بالنون الْجمْع و نصب یعنى جمع کفار مکه و یولون الدبر اى الادبار.


فوحد لاجل رءوس الآى، اخبر الله انهم یولون ادبارهم منهزمین، فصدق الله وعده و هزمهم یوم بدر قال. سعید بن المسیب سمعت عمر بن الخطاب یقول لما نزلت سیهْزم الْجمْع و یولون الدبر کنت لا ادرى اى جمع یهزم، فلما کان یوم بدر رأیت النبى (ص) یلبس الدرع و یقول: سیهْزم الْجمْع و یولون الدبر. و عن ابن عباس قال قال النبى (ص) یوم بدر اللهم انى انشدک عهدک و وعدک اللهم ان شئت لم تعبد بعد الیوم. فاخذ ابو بکر بیده فقال حسبک یا رسول الله فقد ألححت على ربک، فخرج و هو یقول سیهْزم الْجمْع و یولون الدبر بل الساعة موْعدهمْ اى القیامة موعدهم. اى موعد عذابهم، و الساعة أدْهى‏ و أمر اى عذاب یوم القیامة اعظم بلیة و امر مذاقا من الاسر و القتل یوم بدر.


إن الْمجْرمین، اى المشرکین فی ضلال عن الحق یعنى فى الدنیا و سعر اى فى عذاب النار فى الآخرة و قیل فى ضلال و سعر اى جنون، جواب لقولهم: إنا إذا لفی ضلال و سعر. قال محمد بن کعب القرظى نزلت هذه الآیات الا ربع فى القدریة. ثم بین عذابهم فقال: یوْم یسْحبون فی النار على‏ وجوههمْ، و یقال لهم ذوقوا مس سقر اى اصابة جهنم ایاکم بالعذاب. و سقر من اسماء جهنم.


إنا کل شیْ‏ء خلقْناه بقدر اى کل ما خلقناه مقدور مکتوب فى اللوح المحفوظ، و قیل کل ما خلقناه جعلناه على مقدار نعلمه، کقوله: و کل شیْ‏ء عنْده بمقْدار و قیل کل شى‏ء خلقناه فهو على قدر ما اردناه، لا زائدا و لا ناقصا.


قال ابو هریرة جاءت مشرکو قریش الى النبى (ص) یخاصمونه فى القدر فنزلت هذه الآیة.


إن الْمجْرمین فی ضلال و سعر الى قوله: إنا کل شیْ‏ء خلقْناه بقدر.


و روى مرفوعا الى النبى (ص) ان هذه الایة نزلت فى اناس من آخر هذه الامة یکذبون بقدر الله.


و عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال سمعت رسول الله (ص) یقول کتب الله مقادیر الخلائق کلها قبل ان یخلق السماوات و الارض بخمسین الف سنة.


قال و عرشه على الماء و قال رسول الله (ص) کل شى‏ء بقدر حتى العجز و الکیس.


و عن على بن ابى طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) لا یومن عبد حتى یومن باربع: یشهد ان لا اله الا الله، و انى رسول الله بعثنى بالحق، و یومن بالبعث بعد الموت، و یومن بالقدر خیره و شره.


و ما أمْرنا إلا واحدة، اى مرة واحدة و المعنى ما أمْرنا للشى‏ء اذا اردنا تکوینه، الا کلمة واحدة و هى کن فیکون بلا مراجعة و لا معالجة، کلمْح بالْبصر اى على قدر ما یلمح احدکم ببصره فى السرعة. و عن ابن عباس قال معناه ان قضایى فى خلقى اسرع من لمح البصر، و قیل المراد بامرنا القیامة اى ما امرنا لمجى‏ء الساعة فى السرعة الا کلمح البصر کقوله: و ما أمْر الساعة إلا کلمْح الْبصر أوْ هو أقْرب.


و لقدْ أهْلکْنا أشْیاعکمْ، اى امثالکم و نظراءکم فى الکفر من الامم المتقدمة، فهلْ منْ مدکر، اى متعظ یعلم ان ذلک حق فیخاف و یعتبر.


و کل شیْ‏ء فعلوه، اى فعله الاشیاع من خیر و شر، فی الزبر اى فى کتب الحفظة. و قیل کان مکتوبا فى اللوح المحفوظ قبل ان فعلوه، ثم فسر فقال و کل صغیر و کبیر، من اعمالهم، مسْتطر مکتوب علیهم، فى اللوح المحفوظ المستطر المسطور و المحتضر المحضور و اعاد الذکر لان الاول خاص و هذا عام. و قیل و کل صغیر و کبیر من الارزاق و الآجال و الموت و الحیاة و غیر ذلک مکتوب.


إن الْمتقین فی جنات و نهر اى انهار. فوحد لاجل رءوس الآى و اراد انهار الجنة من الماء و الخمر و اللبن و العسل. و قال الضحاک «فى نهر» اى فى ضیاء و نور و سعة. و منه النهار و قرئ فى الشواذ و نهر بضمتین جمع نهار یعنى لا لیل لهم.


فی مقْعد صدْق، اى فى مجلس حق لا لغو فیه و لا تأثیم، و قیل فى صدق الله وعده اولیائه فیه فاکتفى بالمصدر. و المقعد موضع القعود و کذلک القعود. قال الصادق و قیل سمى الجنة مقعد صدق لان کل قاعد على سرور او فى نعیم یزعج عن مقعده یوما و یزاح عن مکانه الا القاعد فى نعیم الجنة، تأویله فى مقعد حقیقة، عنْد ملیک مقْتدر اى عند الله المالک القادر الذى لا یعجزه شى‏ء.